إسرائيل/الأراضي الفلسطينية المحتلة: 500 فلسطيني يواجهون الإخلاء القسري والتهجير والعزل

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن محكمة إسرائيلية أعطت الضوء الأخضر للإخلاء القسري لـ 500 من البدو الفلسطينيين في منطقة النقب، مما يسلط الضوء على التمييز العميق الذي يواجهه المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل في ظل نظام الفصل العنصري (أبارتهايد). ففي حكم صدر في 24 يوليو/تموز، قالت محكمة الصلح في بئر السبع إن على سكان قرية رأس جرابة مغادرة منازلهم، وإخلاء الأراضي التي تعيش فيها عائلاتهم منذ عقود، بحلول مارس/آذار 2024. كما عليهم دفع غرامة قدرها 117,000 شيكل (حوالي 31,700 دولار أمريكي) لتغطية النفقات القانونية.

وتشكل عمليات الإخلاء القسري جزءًا من خطط السلطات الإسرائيلية لبناء حي جديد لمدينة ديمونا، التي يشكل اليهود الإسرائيليون معظم سكانها. وسيتم نقل سكان رأس جرابة إلى قرية بدوية فقيرة ومعزولة في مكان قريب.

الساعة تدق بالنسبة لسكان رأس جرابة، الذين لديهم أشهر فقط لحزم شتات حياتهم ومغادرة المنازل الوحيدة التي عرفوها على الإطلاق.

هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا

وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “يبين هذا الحكم كيف تُستخدم قوانين إسرائيل التمييزية للغاية بشأن ملكية الأراضي والممتلكات لفرض الفصل العنصري ضد الفلسطينيين من حملة الجنسية الإسرائيلية، والذين يحرمون بشكل منهجي من نفس الحقوق التي يتمتع بها اليهود الإسرائيليون. الساعة تدق بالنسبة لسكان رأس جرابة، الذين لديهم أشهر فقط لحزم شتات حياتهم ومغادرة المنازل الوحيدة التي عرفوها على الإطلاق، لإفساح المجال لتوسيع مدينة ديمونا ذات الأغلبية اليهودية. إنها محاولة أخرى من جانب السلطات الإسرائيلية للحد من الوجود الفلسطيني في النقب، تحت ستار التنمية”. 

يؤكد هذا الحكم على الحاجة إلى تفكيك نظام الفصل العنصري الإسرائيلي فورًا.

هبة مرايف

“يؤكد هذا الحكم على الحاجة إلى تفكيك نظام الفصل العنصري الإسرائيلي فورًا. ويجب على المجتمع الدولي أن يضغط على السلطات الإسرائيلية لإلغاء هذه الخطط القاسية، وإنهاء سياستها المتمثلة في إخلاء الفلسطينيين قسرًا في النقب”.

مثل العديد من البدو الفلسطينيين في منطقة النقب في جنوب إسرائيل، يعيش سكان رأس جرابة في قريتهم منذ أجيال – لكن الحكومة الإسرائيلية ترفض الاعتراف بها. وتدعي سلطة أراضي إسرائيل أن وجود سكان القرية يعيق توسيع ديمونا. هذا على الرغم من حقيقة أن السكان طلبوا الاندماج في الحي الجديد – وهو طلب رفضته السلطات الإسرائيلية.

وكما تشير عدالة، المنظمة القانونية التي تمثل السكان، فإن خطط إخلاء رأس جرابة هي جزء من سياسة أوسع لاستبدال الفلسطينيين البدو بالإسرائيليين اليهود في النقب.

خلفية

طبقًا لعدالة، فإن سلطة تطوير وتوطين البدو في النقب، وهي الهيئة الحكومية الإسرائيلية المسؤولة عن نقل البدو الفلسطينيين المهجرين، رفضت النظر في خيار دمج رأس جرابة في ديمونا. وذكرت سلطة البدو أنها مخولة بتقديم حلول فقط في البلدات البدوية، وليس في البلدات الإسرائيلية اليهودية، وأن الخيار الوحيد هو نقل سكان رأس جرابة إلى قرية قصر السر البدوية القريبة.

تغطي رأس جرابة حوالي 84 فدانًا من الأراضي التابعة لقبيلة الهواشلة، ويسكن سكانها هناك منذ ما قبل تأسيس ديمونا. ويحدد تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2022 حول نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، كيف أن القوانين التمييزية بشأن التخطيط وتقسيم المناطق تهدف إلى زيادة أراضي وموارد اليهود الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين.