[vc_row full_width=”stretch_row_content_no_spaces”][vc_column][vc_single_image image=”5458″ img_size=”full” label=””][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
عرض أول أمين عام لمنظمة العفو الدولية من جنوب إفريقيا رؤيته لإدارة أكبر منظمة لحقوق الإنسان في العالم، بينما يبدأ تولي مهام منصبه بزيارة لجوهانسبرج.
قال كومي نايدو، ناشط حقوق الإنسان المخضرم، حيث بدأ رسمياً تولي مهام منصبه كأمين عام لمنظمة العفو الدولية: يتعين على حركة حقوق الإنسان أن تكون أكبر، وأكثر جرأة، وأكثر شمولاً إذا أرادت مجابهة التحديات التي يواجهها الناس اليوم.
وأضاف قائلاً: “يواجه عالمنا مشاكل معقدة لا يمكن معالجتها إلا إذا تخلينا عن الأفكار القديمة التي مفادها أن حقوق الإنسان تتعلق ببعض أشكال الظلم التي يواجهها الناس، وليست الحقوق الأخرى؛ فأنماط الظلم التي نعيشها مترابطة “.
“فلا يمكنك التحدث عن أزمة تغير المناخ دون إدراك أنها أيضاً قضية عدم مساواة ومسألة عرقية. ولا يمكنك التعامل مع التمييز الجنسي دون إدراك أنه مرتبط بالإقصاء الاقتصادي للمرأة؛ ولا يمكنك تجاهل حقيقة أن الحقوق المدنية والسياسية للناس غالباً ما يتم قمعها تمامًا عندما يحاولون المطالبة بتحقيق العدالة الاقتصادية الأساسية “.
لقد حذرت منظمة العفو الدولية مراراً وتكراراً من أننا نعيش أشد الأوقات إثارة للانقسام في التاريخ الحديث، حيث يقدم قادة بارزون رؤية كابوسية للمجتمع الذي أعمته الكراهية والخوف. ويمكننا فقط التغلب على هذه المحنة إذا اجتمعنا تحت مظلة القيم المشتركة التي توحدنا، مثل حقوق الإنسان.
“ففي رسالتي الأولى بصفتي الأمين العام، أود أن أوضح أن منظمة العفو الدولية مستعدة الآن على نحو أوسع نطاقاً من ذي قبل من أجل بناء مجتمع عالمي حقيقي يمتد إلى جميع أركان الأرض الأربعة، وخاصة في بلدان الجنوب.
“أريد أن نبني حركة لحقوق الإنسان تكون أكثر شمولاً. ويتعين علينا إعادة تعريف ما يعنيه أن نكون نصيراً لحقوق الإنسان في عام 2018. فيمكن للناشط أي يأتي من جميع مجالات الحياة – نقابة مهنية أو مدرسة أو جماعة دينية أو حكومة أو حتى الأعمال التجارية”.
“فأريد من الشباب خصوصاً أن يعرفوا أننا منفتحون عليهم، ونحتاج منهم أن يحثونا على تقديم أداء أفضل بمساعدتهم. وأعتقد اعتقاداً راسخاً أن الشباب ليسوا قادة الغد فحسب، بل القادة الذين نحتاجهم في الوقت الحاضر. فكل من “عهد التميمي” و “إلين إرسون” و “نبوشة سيبونغيل” وكل شخص لم يبتعد عن العصيان المدني أو أن يُطلق عليه “ساذج” أو “مثالي”، هو النموذج الجريء الذي نحتاجه اليوم.
“فقد أُسست منظمة العفو الدولية على فكرة أن الناس، بغض النظر عن مكان وجودهم أو من هم، يأخذون الظلم الذي يواجهه الآخرون على محمل شخصي. وقد ثبت مراراً وتكراراً أنه عندما يجتمع الغرباء للنضال من أجل أناس لم يلتقوا أبداً عبر الجانب الآخر من العالم، فإن التغيير يكون ممكناً.
“والآن، وأكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى أن يتحد الناس معاً ويواجهوا الظالمين. وأدعو الناس الذين يهتمون بالحاضر والمستقبل، والأشخاص الذين يهتمون بأطفالهم وأحفادهم، والأشخاص الذين يأخذون الظلم على محمل شخصي؛ أن ينضموا إلينا. فمنظمة العفو الدولية تحتاج إلى صوتكم ومشاركتكم ووجودكم في حركتنا لجعل حقوق الإنسان حقيقة ملموسة “.
وقال كومي، في معرض الإشادة بالأمين السابق لمنظمة العفو الدولية: “أود أن أتوجه بالشكر إلى سليل شيتي على المساهمات التي قدمها لمنظمة العفو الدولية على مدى السنوات الثماني الماضية، ولجهوده في تعزيز وجودنا في جميع أنحاء العالم. وآمل أن أبني وتوسّع في إرثه لضمان أن نصبح حركة عالمية موحدة “.
مخالف القواعد، صانع التغيير
كومي نايدو مناضل منذ أمد بعيد من أجل العدالة الاجتماعية في جنوب أفريقيا التي ينتمي إليها. فقد ولد في ديربان في عام 1965، وكانت أول تجربة له عندما كان في الخامسة عشرة من عمره عندما نظم وشارك في مظاهرة مناهضة للفصل العنصري، وقد كانت سبباً في طرده من مدرسته.
ومنذ ذلك الحين، انخرط بشدة في النشاط في مجتمعه المحلي وقام بتنظيم حشود جماهيرية ضد نظام الفصل العنصري. وفي عام 1986، وكان عمره وقتئذ 21 عاماً، اتهم بانتهاك قوانين حالة الطوارئ؛ فاضطر إلى الاختفاء عن الأنظار، قبل أن يقرر العيش في المنفى بالمملكة المتحدة حيث بقي هناك حتى تم إطلاق سراح نيلسون مانديلا، ورُفع الحظر عن حركات التحرر.
ومع انهيار نظام الفصل العنصري، عاد كومي إلى جنوب أفريقيا في 1990 للعمل مع “المؤتمر الوطني الأفريقي”. وهناك، تولى قضية تعتبر قريبة من قلبه، وهي قضية التعليم، وتحديداً، حملات محو أمية الكبار، وقضية الجهود المبذولة لتوعية الناخبين من أجل تمكين المجتمعات المحرومة تاريخياً ومنهجياً.
وقد تولى كومي عدة مناصب قيادية، لكن عمله كمدير تنفيذي لمنظمة غرين بيس الدولية عزز سمعته كناشط جريء دافع عن الحق في العصيان المدني، وبوجه خاص عندما ألقي القبض عليه بتهمة تسلق منصة نفط غرينلاند لتسليم التماس احتجاجاً على أعمال الحفر في القطب الشمالي في عام 2011. وبعد ذلك بعام، احتل شركة نفط روسية في بحر بارنتس في القطب الشمالي الروسي.
وكان آخر دور له بصفته مؤسسًا مشاركًا ورئيسًا مؤقتًا لمنظمة عموم أفريقيا، وهي حركة الارتقاء بالعدالة والسلام والكرامة من أجل الأفارقة. وتهدف الحركة، التي أقامت شراكات بين النقابات العمالية والمجتمع الديني والمجتمع المدني، إلى تغيير حقيقة أنه في حين أن أفريقيا كقارة استفادت من النمو الاقتصادي، لم يشارك الأفارقة أنفسهم في جني ثمار تلك الثروة المتزايدة وتقلد السلطة.
والذي ألهم كومي للتقدم لشغل منصب رئيس المنظمة العالمية، اطلاعه على رسالة قد كتابها نيلسون مانديلا إلى منظمة العفو الدولية في عام 1962، يشكر فيها المنظمة على إرسال ممثل لها لمراقبة محاكمته.
وعشية تولي دوره الجديد في منظمة العفو الدولية، عاد كومي إلى حيث بدأت قصته، وذلك من خلال القيام بزيارة إلى مدرسة تشاتسوورث الثانوية في ديربان للمرة الأولى منذ طرده منها في عام 1980.
وفي معرض حديثه إلى الأطفال في تجمع الصباح، قال كومي: “لا تقبل فكرة أن صوتك لا يهم، ولا تنتظر حتى الغد لممارسة القيادة، لأنك إذا انتظرت، فلن يكون هناك غد. وتذكر أن خدمة الإنسانية تجلب لك أكبر السعادة “.
خلفية
إن الأمين العام هو القائد والناطق الرئيسي بلسان منظمة العفو الدولية، والرئيس التنفيذي لأمانتها الدولية.
وتعتبر منظمة العفو الدولية أكبر حركة لحقوق الإنسان على المستوى العالمي، ولديها حضور عالمي يشتمل على مكاتب في أكثر من 70 بلداً و 2600 موظف وسبعة ملايين عضو ومتطوع ومؤازر في سائر أنحاء العالم.
ونشير إلى أن الأمين العام يُعيَّن من قبل المجلس الإداري الدولي لمنظمة العفو الدولية لدورة أولية مدتها أربع سنوات. وقد جاء التعيين عقب إجراء بحث عالمي بهذا الشأن.
و كومي نايدو ناشط وقيادي في منظمات المجتمع المدني، حيث تقلَّد المناصب القيادية التالية في السابق: المدير التتنفيذي لمنظمة السلام الأخضر الدولية (غرينبيس)، ورئيس “النداء العالمي من أجل المناخ”، والرئيس المؤسس للنداء العالمي لمكافحة الفقر، والأمين العام والرئيس التنفيذي لمنظمة “سيفيكاس”، التحالف العالمي لمشاركة المواطنين.
ويخلِف كومي سليل شيتي الذي عمل أميناً عاماً للمنظمة لدورتين متتاليتين منذ عام 2010.
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]